يرجى قراءة الجزء الاول من المقال أولا هنا
النانو تدخل مجال الوظائف والأعمال :
إن تقنية النانو هي تقنية جديدة ستدخل في شتى مناحي الحياة ، وتطبيقاتها ستغير حياتنا عشرات الآلاف من المرات التى طالما حاول فيها الانسان من تغير طريقة حياته منذ أن نزل آدم عليه السلام إلى الأرض وإلى يومنا هذا ، وسيصبح محتوى افلام الخيال العلمي أقرب للواقع . أيضا سيتحد هذا العلم مع بقية العلوم الاخرى بلا استثناء. فلن يكون هناك طبيب يدرس الطب فقط ،او عسكرى او مهندس فقط ،بل سيكون هناك طبيبا نانويا أى يعالج بتقنية النانو ،ومهندس نانوي يصنع طائرة هيلكوبتر مجهرية للتجسس والاستطلاع وهناك أيضا عسكرى نانوي يستخدم هذه التقنية في أغراض الدفاع والإغارة . وكذلك الخياط النانوي الذي يأخذ دروسا نانوية لحياكة الملابس الذكية
التى سنرتديها.
محاولات ستغير تقنيات وعلوم أخرى:
ومن المحاولات الجادة والرائدة في استخدام تقنية النانو في مجال تقنية المعلومات ما تقوم به شركة IBM منذ سنوات كثيرة مثل محاولتها في إنتاج ذاكرة عشوائية كبيرة السعة نانوية. فنحن نلاحظ زيادة زيادة سعة الذاكرة العشوائية (RAM) بشكل خطي (32،64،128،256،512،...) وستسمح التقنية التى ابتكرتها الشركة من تطور مذهل في إنتاج هذا النوع من الذاكرات ويتوقع إنتاجه على مستوى تجارى قريبا. وبحسب ما ذكرته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 27 ديسمبر 2005 أن هذه التقنية تعتمد على إيجاد نمط لنظام تحكم يتكون من ثلاثة عناصر ، يوضع أحدها على نهاية مجموعة من الأسلاك المتوازية ويقوم بإمداد الإلكترونيات ، والعنصران المتبقيان يوضعان على جانبي المجموعة ، ويقومان معا بتكوين مجالات كهربية عبر مجموعة الأسلاك انتقائيا ، ويمكنهما إيقاف التيار في كل الأسلاك ، عدا سلك واحد مختار.
ومجموعة الأسلاك التى استطاعت شركة IBM استخدامها إلى الآن تتكون من اربعة أسلاك ، والمبدأ نفسه يمكن تطبيقه على ثمانية أسلاك . ووجود القدرة على انتقاء سلك معين يعنى أنه من الممكن إيجاد عناوين محددة للإشارات الكهربائية ، العنصر المهم جدا والرئيسي في تصميم وعمل الذاكرة العشوائية (Random Access Memory) . وعلى سبيل المثال يمكن جعل خلية ذاكرة ما في شبكة كبيرة من الخلايا أن تقرأ أو تكتب المعلومات عن طريق تفعيل خطين متعامدين تماما مثل قراءة إحداثيات نقطة ما في المستوى الديكارتي(المحورين السينى والصادي) .
وفي تطور أيضا مذهل استطاع الباحثون في شركة IBM وبالتعاون مع وكالة مشاريع ابحاث الدفاع (DARBA) التابعة لوزراة الدفاع الأمريكية من الاقتراب من أكثر من تحقيق حلم استبدال الضوء بالكهرباء في إرسال سيل من المعلومات بي نأجزاء الدوائر السيلكونية عن طريق إبطاء سرعة الضوء إلى 1/300 من سرعته المعتادة عن طريق تمريره في قنوات مصنعة من السيليكون المصنع بعناية فائقة والذي يسمى موجه موجات الكريستا- الفوتونى (Crystal Photonic Waveguide PCW) حيث تقوم بكسر أو تغير مسار الضوء لإبطاء سرعته وهو ما يعد إنجازا حقيقيا لنانو تكنولوجي في هذا المجال . فهو يعنى استبدال الدوائر الكهربائية بأخرى وهي الدوائر الضوئية (Optical Circuits) وبذلك يمكن للمصممي الدوائر الكهربائية التغلب تماما على العقبات التى كانت تواجهم مثل التنافر الالكتروني وانحراف الالكترون عن مساره وزريادة الناتج الحرارى نتيجة لمرور الالكترونات في الدوائر الالكترونية . الجدير بالذكر أن هذه الدوائر لا تعتمد على قوانين الفيزياء الكهربية بل ستغير علم الدوائر الالكترونية القائم على أسس ونظريات حول الالكترونات إلى قوانين ونظريات الضوء والفوتون.
كما يدعي الباحثون أن بإمكانهم إنتاج معالجات وأماكن لحفظ المعلومات ذات سعات عالية جدا بحجم النانو. لذلك لا تتعجب عندما تسمع عن حواسيب ضوئية تختلف عن حواسيب اليوم في السرعة الفائقة والسعات العالية وصغر حجمها إذا يقال أن قد تكون في حجم القلم .
الصراع والتنافس بين العمالقة:
ويجب ألا ننسي مجهود اليابان وأمريكا في هذا المجال. فقد استطاعت اليابان من إنتاج أصغر منحوتة فى العالم وهي عبارة عن تمثال لثور يشغل ثلاثين من أمثاله حيز مساو تقريبا للنقطة ، وقد استخدموا في ذلك تقنيات الليزرية وكان الغرض منها إنتاج مركبة نانوية لإستخدامها في أغراض الجراحة .
أما أمريكا فهي تستخدم الآن تقنيات النانو فى صنع طائرات التجسس التى لا تلتقطها الطائرات حيث يدهن جسم الطائرة بدهان نانوي يمكنه من امتصاص جميع الموجات الساقطة على جسم الطائرة ومنع ارتدادها مرة أخرى وبذلك تعجز أجهزة الرادار عن التقاطها لأنها تعمل بالأساس على استقبال الموجات المرتدة من الاجسام . وبالنانو ايضا استطاع الجيش الأمريكي من استخدام بدلات لجنود ترطب اجسامهم في الصحراء وتلطيف اجسامهم في البرد. ومن خلال تلك التقنية يمكن صنع طائرة تجسس بحجم الذبابة .
وقبل أن نقول مرحى بعالم متناه الصغر ، علينا أن نكون مستعدين للحياة والمشاركة في حياة تختلف كثيرا عما نعيشه اليوم بل عما عاشه العالم كله . علينا أن نعي حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا تجاه الأجيال القادمة قبل أن تكون تجاه أنفسنا. ويبقى التساؤل الأخير هل تلك المرحلة هي نهاية العلم والغرض من العلم ؟ وهل ذاك العالم هو من يلعنه من عاش فيه ؟ أم سيكون جنة الإنسان في الأرض كما يسعى الغرب؟
ملاحظة :
باستخدام محرك البحث جوجل حول النانوتكنولوجي وجدت النتائج كالتالى 82200 باللغة العربية واكثر من 15مليون نتيجة بحث باللغة الانجليزية .. جرب وسترى ،واللبيب من الإشارة يفهم !!